2 - ذهب عدد من النحاة غير قليل -خلافًا لما زعمه أبو حيان- إلى جواز العكس في هذا الموضع؛ ومنهم ابن النحاس والزجاج والزمخشري والحوفي والعكبري. وهو ظاهر قول الشهاب؛ قال: "ما ذكره ابن الحاج في كتاب المدخل أنه ليس فيه التبالس، وأنه [أي القول بالمنع] مِن عَدَمِ الفرق بين الالتباس -وهو أن يُفهم منه خلاف المراد، والإجمال- وهو ألا يتعيَّن فيه أحد الجانبين. ولأجل ذلك جوّزه؛ وما ذكره محل كلام وتدبر. وفي حواشي الفاضل البهلوان أن هذا في الفاعل والمفعول والمبتدأ والخبر. وأما في باب كان وأخواتها فغير مُسَلَّم".
* والجملة: "مَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ" معطوفة على ما سبق، فلا محل لها من الإعراب.
حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ:
حَتَّى: حرف جر وغاية وتعليل. جَعَلْنَاهُمْ: فعل ماض مبني على السكون بمعنى: صيَّر متعد إلى مفعولين. ونَا: في محل رفع فاعل. الهاء: في محل نصب مفعول أول. والميم: للجمع.
جَعَلْنَاهُمْ: مصدر مؤول على إضمار (أن) مصدرية قبلها، وهو في محل جر بـ "حَتَّى"، والتقدير: حتى جَعْلنا إياهم حصيدًا ....
جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا: في إعرابه الأوجه الآتية (?):
1 - حَصِيدًا: على تقدير مضاف محذوف، والمعنى: مثل حصيد، وذلك على التشبيه. قال العكبري: ولذلك لم تجمع كما لم يجمع (مثل) المقدر.
و"حَصِيدًا خَامِدِينَ": منصوبان على أنهما في حكم المفعول الثاني، كما كانا في الأصل خبرًا واحدًا غير متعدد. قال الزمخشري: "فإن قلت: