جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا؛ فيه من الأعاريب ما يأتي:
1 - جَعَل: فعل ماض بمعنى (صيَّر) متعد لمفعولين. ونَا: في محل رفع فاعل. والهاء: في محل نصب مفعول به أول. والميم: للجمع.
جَسَدًا: مفعول به ثان منصوب. ونبَّه أبو السعود هنا إلى نكتة لطيفة في معنى التصيير، قال: "لكن لا بمعنى جعله جسدًا بعد أن لم يكن كذلك، كما هو المشهور في معنى التصيير، بل بمعنى جعله كذلك ابتداء، على طريقة قولهم: سبحان من صغَّر البعير وكبَّر الفيل".
2 - جَعَلَ: فعل ماض بمعنى (خلق)؛ فهو جعل إبداعي، يتعدَّى لمفعول واحد. ونَا: فاعل. والهاء: مفعول به. جَسَدًا: حال منصوبة جامدة مؤولة بمشتق؛ أي غير مغتذين أو غير طاعمين؛ إذ الجسد لا بد له من الغذاء. وهو هنا مفرد بمعنى الجمع، أريد به الجنس، والمعنى: ذوي ضرب من الأجساد. وهو رد لقولهم: "مَالِ هَذَا الرسُولِ يَأكُلُ الطَّعَامَ" [الفرقان 25/ 7].
لا يَأكُلُونَ الطَّعَامَ:
لا: نافية غير عاملة. يَأكُلُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.
والواو: ضمير في محل رفع فاعل. الطَّعَامَ: مفعول به منصوب.
* وفي محل الجملة الأوجه الآتية:
1 - في محل نصب نعت لـ "جَسَدًا".
2 - في محل نصب حال ثانية. وقيده العكبري بأن يكون "جَعَلَ" متعديًا لواحد. واعترضه السمين قال: "وفيه نظر. بل هي صفة للجسد بالاعتبارين، لا يليق المعنى إلا به".
- وفي مورد النفي ودلالته أقوال:
قال أبو حيان: "الجسد يقع على ما لا يتغذى من الجماد. وقيل يقع على المتغذي وغيره. فعلى القول الأول يكون النفي قد وقع على الجسد. وعلى الثاني