وذكر الهمذاني: أن في الكلام حذف مضاف تقديره: خالدين في جزائه.
قال السمين (?): "فإن قيل: كيف يكون الجمع حالًا من مفرد؟ فالجواب أنه
حمل على لفظ "مَنْ" فأفرد الضمير في قوله: "أَعْرَضَ"، و "فَإِنَّهُ"، و"يَحْمِلُ"،
وعلى معناها فجمع في "خَالِدِينَ"، و"لَهُمْ". ". وهذا كلام شيخه أبي حيان مع
زيادة في البيان والتفصيل.
وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا:
الواو: للحال. سَاءَ (?): فعل ماض من أفعال الذَّمِّ. وفاعله ضمير مستتر تقديره
"هو"، أي: ساء الحمل حملًا، فهو مفسَّر بما بعده. والمخصوص بالذئم محذوف،
أي: ساء الحمل حملًا وزرهم.
ولَهُمْ: جارّ ومجرور. والجارّ متعلِّق بمحذوف على سبيل البيان مثل قوله:
"هَيْتَ لَكَ" [يوسف/33]، أي: يقال لهم؛ كأنه قيل لمن هذا فقيل: يقال لهم.
كذا عند الشهاب.
قال أبو حيان: "ولهم للبيان كهي في "هَيْتَ لَكَ"، لا متعلِّقة بـ "سَآءَ".
ونقل الشهاب وجهًا آخر لَمْ يُسَمِّ صاحبه فقال (?): "وقيل: يجوز أن يكون "سَآءَ"
لازمًا بمعنى "قبح" وحِمْلًا: تمييز، ولَهُمْ: حال، ويَوْمَ الْقِيَامَةِ: متعلِّق بالظرف.
أي: قبح ذلك الوزر من جهة كونه حملًا لهم في يوم القيامة.
وفي ورود "سَآءَ" بهذا المعنى في كتب اللغة وكلام الفصحاء على أنَّه معنى
حقيقي نظر، وإنْ ذكره صاحب المقاموس فتأمل".
يَوْمَ: ظرف منصوب متعلِّق بما تعلَّق به "لَهُمْ". الْقِيَامَةِ: مضاف إليه مجرور.
حملًا: تمييز منصوب.