وقال السمين مُعَقِّبًا على كلام شيخه: " ... وهذا الذي ذكره أبو البقاء معنى
صحيح، فأخذ الشيخ هذا المعني، ركبه مع القول بأنها بمعنى "إلى" المقتضية
للغاية، فمن ثَمَّ جاء الإشكال".
حُقُبًا: ظرف منصوب، وهو متعلِّق بـ "أَمْضِيَ".
* وجملة "أَمْضِيَ" على التقديرين السابقين في "أَوْ" لا محل لها من الإعراب.
فائدة في "حُقُب".
الحُقُب (?): الدهر. قالوا: هو ثمانون سنة، وقيل سبعون، وذكر أنه سنة واحدة
بلغة قريش. وذكر الفراء أنه سنة في لغة قيس، ويجمع على أحقاب، مثل عُنُق،
وأعناق، وقُفْل وأقفال، وذكر الفراء أنه بلغة قيس بضمتين. وذكر في المصباح أن
الضم للإتباع، وذكروا في قراءة الحسن وغيره: الحُقْب، جضم فسكون، فقد يكون
تخفيفًا من المثقَّل، وقد يكون لغة أخرى. وجمعه حِقاب، مثل قُفّ وقِفاف، ويجمع
على أحقاب، كما ذكره صاحب المصباح وغيره.
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا:
فَلَمَّا: الفاء: حرف عَطْف. عطف ما بعده على جملة مقدَّرة.
قال أبو حيان (?): ثمَّ جملة محذوفة على جملة محذوفة. التقدير: فسارا فلما
بلغا. وسَمّاها أبو السعود "فاء الفصيحة".
لَمَّا: تقدَّم القول فيها مرارًا. أنَّها حرف شرط غير جازم، أو ظرف بمعنى
"حين". وأنظر الآية/ 59 "لَمَّا ظَلَمُوْا ... ".