فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ:
الفاء: حرف عطف فيه ترتيب وتعقيب. تَرَى: فحل مضارع صرفوع. والفاعل:
ضمير مستتر تقديره "أنت". والرُّؤية (?) هنا من رؤية البصر.
الْمُجْرِمِينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء. مُشْفِقِينَ: حال من "الْمُجْرِمِينَ"
منصوب وعلامة نصبه الياء. أي: خائفين وجلين.
مِمَّا: مِن: حرف جَرّ، مَا: اسم موصول في محل جَرٍّ بـ "مَا"، والجارّ
متعلِّق بـ "مُشْفِقِينَ".
فِيهِ: جارٌّ ومجرور. والجارّ متعلّق بفعل جملة الصِّلة المحذوفة.
أي: مما يكون أو يوجد فيه.
* وجملة "تَرَى الْمُجْرِمِينَ ... " معطوفة على جملة "وَوُضِعَ الْكِتَابُ" فلها حكمها.
وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا:
الواو: للحال أو للعطف على الحال المتقدِّم، يَقُولُونَ: فعل مضارع، والواو
في محل رفع فاعل. يَاوَيْلَتَنَا: يَا (?): حرف نداء، يَاوَيْلَتَنَا: منادى مضاف منصوب،
دعوا بالويل على أنَّفسهم وكل من وقع في هلكة دعا بالويل. ونا: ضمير في محل
جَرٍّ بالإضافة. وهم هنا ينادون هلكتهم التي هلكوا بها لئلا يَرَوا ما هم فيه.
وقال أبو حيان (?): "فقالوا: يا ويلنا، والمراد مَن بحضرتهم، كأنهم قالوا: يا من
بحضرتنا انظروا هلكتنا. وكذا ما جاء من نداء ما لا يعقل ... ".
قال الشهاب (?): "وأما تقدير المنادى: أي: يا من بحضرتنا وملتنا ففيه حذف
وتقدير لما تفوت به تلك النكبة ... " وكأن الشهاب يعقب بحديثه هذا على ما أثبته
أبو حيان. وتقدَّم نداء الويل. وانظر أول موضع في سورة المائدة. الآية/ 31
"يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ".