التضعيف، قال: "وقيل: تمييز". وممن أخذ بهذا الوجه الهمداني. وساق
هذا الوجه العكبري على التضعيف.
ولكن أبا حيان رَدّ هذا الوجه. فقال: "وأبعد من ذهب إلى أنه تمييز منقول من
المفعول كقوله (?): "وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا" على مذهب من أجاز نقل التمييز من
المفعول؛ لأنك لو سَلَّطت عليه الفعل ما تعدّى إليه تعدّي المفعول به بخلاف
"وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا" ".
ووجدنا عند الشهاب تعقيبًا على كلام البيضاوي: "خوفً يملأ صدرك": إشارة
إلى أنه تمييز محول عن الفاعل.
* وجملة "لَمُلِئْتَ ... " لا محل لها من الإعراب معطوفة على جملة جواب
الشرط.
{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ:
الواو: للاستئناف. كَذَلِكَ: الكاف: حرف جر. وذَا: اسم إشارة في محل
جر بالكاف. واللام: للبُعد. والكاف: حرف خطاب.
والجار متعلق بمحذوف (?) نعت لمصدر محذوف، والتقدير: كما أنمناهم تلك
النَّوْمَة كذلك بعثناهم بَعْثًا.
قال العكبري: "وكذلك في موضع نصب، أي: وبعثناهم كما قصصنا عليك".