أ - صلة موصول اسمي أو حرفي على الوجهين في "مَا"؛ فلا محل لها من
الإعراب.
ب - جملة اعتراضية (?) إذا قدرت "مَا" نافية، وجملة "مَا يَعْبُدُونَ" من كلام
الله، فقد اعترضت في أثناء القصة، ذكره الزمخشري؛ فلا محل لها من
الإعراب.
وقال أبو السعود: "ويجوز كون "مَا" نافية على أنَّه إخبار من الله تعالى
عن الفتية بالتوحيد، معترض بين "إِذ" وجوابه".
وسيأتي الحديث عن "إِذ" والجواب بعد قليل.
3 - وذهب ابن الأنباري إلى أنَّها في موضع نصب حال.
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ:
فَأْوُوا: الفاء فيها قولان: (?)
1 - أنَّها حرف مْفُصِح عن شرط مقدَّر، فهي فاء الجزاء أي: إذا اعتزلتموهم
وما يعبدون فأووا إلى الكهف.
2 - ذهب الفراء (?) إلى أن "فَأووَا" جواب "إِذ" على تقدير "إِذ" شرطية.
قال: "جواب لإذ كما تقول: إذ فعلت ما فعلت فتُبْ" ومثله عند
الطوسي: "كما تقول: إذ فعلت قبيحًا فتُبْ".
تعقبه العلماء ومنهم الشهاب الخفاجي (?) فذكر أن "إِذْ" لا تقع شرطًا بدون
"ما". وذكر أن السيوطي نقل في همع الهوامع أنه قول ضعيف لبعض النحاة، أو هو
تسمح لأنه بمعناه.
وذكر الشهاب أن هذا دليل على الجواب، أي: إذا اعتزلتموهم اعتزالا اعتقاديًا
فاعتزلوهم اعتزالًا جسمانيًا.