3 - قيل متعلّق بقوله "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" أي: جعلًا مثل ما أرسلنا. [الآية: 142]. واستبعد هذا الرأي أبو حيان لكثرة الفصل المُؤْذِن بالانقطاع.
4 - وقيل: الكاف مع ما بعدها في موضع نصب على الحال من "نِعْمَتِي" أي: ولأتم نعمتي عليكم مشبهة إرسالنا فيكم رسولًا، أي: مشبهة نعمة الإرسال، فيكون على حذف مضاف، ويكون صاحب الحال الكاف في عليكم. كذا عند مكي.
5 - وقيل الكاف منقطعة عن الكلام قبلها، ومتعلّقة بالكلام بعدها، والتقدير: ذكرتكم بإرسال الرسول، فاذكروني بالطاعة اذكركم بالثواب، فيكون على تقدير مصدر محذوف، وعلى تقدير مضاف، أي: اذكروني ذكرًا مثل ذكرنا لكم بالإرسال، ثم صار مثل ذكر إرسالنا، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ويحتمل على هذا الوجه ألا تكون الكاف للتشبيه بل للتعليل.
وذهب إلى هذا الوجه الزمخشري، ونقله عنه أبو حيان وغيره، وممن ذهب إليه ابن عطية.
مَا: وفيها ثلاثة أوجه (?):
1 - مصدرية، وهو أظهر الأقوال.
2 - كافَّة.
واستضعف هذا السمين، بل قال: لا حاجة إلى هذا؛ فإنه لا يُصار إليه إلا حيث تعذر أن ينسبك منها ومما بعدها مصدر، كما إذا اتصلت بجملة اسمية، وهو قول شيخه أبي حيان.
3 - موصولة: ذهب بعضهم إلى أنها موصولة بمعنى الذي، والعائد محذوف و"رَسُولًا" بدل منه، والتقدير: كالذي أرسلناه رسولًا.
قال أبو حيان: "وأَبْعَدَ من زعم أنها موصولة. . .؛ إذ يبعد تقدير هذا التقدير مع