وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ:

الواو: حرف عطف. لَنَجْزِيَنَّهُمْ: مثل "لَنُحْيِيَنَّهُ" غير أنَّها هنا علىَ إضمار قسم

ثانٍ، وليست على العطف على جملة الجواب.

قال أبو حيان (?): "وينبغي أن يكون على تقدير قسم ثان؛ لا معطوفًا على

"فَلَنُحْيِيَنَّهُ"، فيكون عطف جملة قسمية على جملة قسميّة، وكلتاهما محذوفتان،

ولا يكون من عطف جواب على جواب لتغاير الإسناد، وإفضاء الثاني إلى إخبار

المتكلم عن نفسه بإخبار الغائب. وذلك لا يجوز، فعلى هذا لا يجوز: زيد قلت

والله لأضربنَّ هندًا، ولينفينَّها، يريد ولينفينَّها زيد، فإن جعلته على إضمار قَسَم ثان

جارّ ... ".

وذكر مثل هذا السمين ملخصًا عن شيخه.

* وجملة القسم وجوابه معطوفة على جملة القسم وجوابه فيما تقدَّم؛ فلها

حكمها.

وأمَّا بقية الجملة فقد تقدَّم إعرابها في الآية السابقة.

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)}

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ... :

فَإِذَا: الفاء: استئنافيَّة. إِذَا: ظرف للمستقبل تضفَن معنى الشرط مبنيّ على

السكون في محل نصب على الظرفيَّة الزمانيَّة متعلق بـ "اسْتَعِذْ". قَرَأْتَ: فعل ماض،

والتاء ضمير في محل رفع فاعل. الْقُرْآنَ: مفعول به منصوب.

قالوا (?): التقدير: فإذا أردت قراءة القرآن، فأُضْمِرَت الإرادة، وذكر ابن هشام أنَّ

أكثر ما يكون ذلك بعد أداة الشرط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015