{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)}
فَاصْدَعْ: الفاء: استئنافية، أو مُفْصِحة عن شرط مقدَّر، أي: إذا علمت هذا
فاصدعْ، وتقدير الشرط بـ "إن" ضعيف؛ لأنَّ العلم واقع لا محالة، و"إنْ" لا تفيد
القطع. اصْدَعْ: فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت".
بِمَا: الباء: حرف جَرّ، وفي "مَا" ما يأتي (?):
1 - اسم موصول بمعنى الذي في محل جَرً بالباء. والعائد محذوف، أي: بما
تُؤْمَره. وكان أصله: تُؤْمَر به، فحذف الحرف فتعدَّى الفعل إليه.
وذكر ابن الشجري (?) أئها على هذا التقدير يكون في الكلام خمسة
حذوف ...
2 - حرف مصدري، ذكره الأخفش، والتقدير عنده: فاصدع بما تؤمر
بصَدْعه، فحذف المضاف، ثم الجاز، ثم الضمير.
3 - ذكر الزمخشري أنَّ "ما" مصدريَّة، أي: بأمرك، مصدر من الفعل المبني
للمفعول، وتعقَّبه أبو حيان بأنَّ هذا ينبني على مذهب من يجوِّز أن
المصدر يُراد به "أن" والفعل المبني للمفعول.
قال أبو حيان: "والصحيح أن ذلك لا يجوز".
وتعقَّب الشيخَ تلميذُه السمين، فقال: "قلتُ: الخلاف إنَّما هو في المصدر
المُصَرَّح به، هل يجوز أن ينحلَّ لحرف مصدري وفعل مبنيّ للمفعول أم لا يجوز
ذلك؛ خلاف مشهور. أنها أنَّ الحرف المصدريّ هل يجوز فيه أن يُوْصَلَ بفعل مبنيّ
للمفعول، نحو: يعجبني أن يُكْرَمَ عمرٌو، أم لا يجوز، فليس محل النزاع".