2 - والثاني في سورة الأنفال الآية/ 34 (?) "وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ".
ولم يذكره في آية الحجر هذه، ولم نجد عنده تقدير الحالية فيها.
وتقدَّم تفصيل المسألة فيما أعربناه في الموضع الأول، وهو آية سورة البقرة.
{قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}
قَالَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير مستتر يعود على "إبليس".
لَمْ أَكُنْ: لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. أَكُن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير
مستتر تقديره "أنا"، أي: إبليس.
لِأَسْجُدَ: اللام لام الجحود، "أسجد": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة
وجوبًا بعد اللام. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "أنا".
* جملة "قَالَ" (?) استئنافيَّة مبنية على السؤال المتقدِّم "مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ".
* جملة "لَمْ أَكُن ... " في محل نصب مقول القول.
* جملة "أَسْجُدَ ... " صلة موصول حرفي لا محلَّ لها من الإعراب على مذهب
أهل البصرة.
* وجملة "لِأَسْجُدَ" في تأويل مصدر:
1 - والمصدر المؤول في محل جَرّ باللام. والجارّ متعلِّق بالخبر المحذوف. أي:
لم أكن مريدًا للسجود، وهو مذهب أهل البصرة.
2 - وذهب أهل الكوفة إلى أن جملة "لِأَسْجُدَ" في محل نصب خبر، وأنَّ اللام
زائدة لتأكيد النفي، وأنَّها هي الناصبة للفعل.
والخلاف مشهور في هذه المسألة بين المذهبين، وانظر ما تقدَّم في الآية/ 179
من سورة آل عمران: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ".