وفي معنى "في" أوجه (?):
1 - على بابها من الظرفية، أي: فردّ الكفار أيديهم في أفواههم من الغيظ.
2 - بمعنى "على"، أي: فردّوا أيديهم على أفواههم ضحكاً واستهزاء.
3 - بمعنى الباء، قال الفراء: "وقد وجدنا من العرب من يجعل (في) موضع
الباء: فيقول: أدخلك الله بالجنة، يريد: في الجنة".
وقال أبو حيان: و "في" بمعنى الباء، أي: بأفواههم، والمعنى: كذبوهم
بأفواههم.
4 - مرادفة "إلى" ذكره ابن هشام في المغني، والتقدير: فردّوا أيديهم إلى
أفواههم.
أما عائد الضمائر في "فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ" ففيه ما يأتي (?):
1 - كلها عائدة على الكفار، أي: ردّ الكفار أيديهم في أفواههم من الغيظ.
2 - الواو: للكفار، والهاءان للرسل، والأيدي بمعنى النعم، أي: ردّوا نعم
الرسل، أي: كذبوا مواعظهم ونصائحهم.
3 - الواو والهاء الأولى: للكفار، والهاء الثانية: للرسل، أي: فردّ الكفار
أيديهم في أفواه الرسل، أي: وضعوا أيديهم على أفواه الرسل يمنعونهم
من الكلام.
* وجملة: "رَدُّوا أَيْدِيَهُمْ ... " معطوفة على جملة: "جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ" فلها
حكمها.
وَقَالُوا: مثل "فردّوا". إِنَّا: إِن: حرف مشبه بالفعل ناسخ للتوكيد، و "نَا"
في محل نصب اسمه.
كَفَرْنَا: فعل ماض مبني على السكون، و "نَا" في محل رفع فاعل.