{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ
عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ:
مَثَلُ: مبتدأ مرفوع، وفي خبره ما يأتي (?):
1 - محذوف على مذهب سيبويه، والتقدير: فيما يتلى عليكم مثل الجنة،
أي: شبهها.
2 - جملة: "تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ"، وفي تقدير الكلام ما يأتي:
أ- على حذف الموصوف، أي: شبه الجنة التي وعد المتقون دخولها
شبه جنة من صفاتها كيت وكيت. وفي هذا التقدير تمثيل وتجسيد
لما غاب عنا بما نراه ونشاهده، وردّ أبو علي هذا التقدير؛ لأن
الجنة التي قدرها جنّة، والشبه حدث فلا تكون المماثلة.
ب- على حذف لفظة "أنها"، أي: صفة الجنة أنها تجري، وهذا
حذف لا دليل عليه.
ج- أن لفظة "مَثَلُ" زائدة، أي: الجنة تجري من تحتها الأنهار.
د- نحو قولنا: "صفة زيد أسمر".
قال أبو حيان: "وهذا أيضًا لا يصح أن يكون "تَجْرِي" خبرًا عن الصفة،
وإنما يتأول "تَجْرِي" على إسقاط "أن" ورفع الفعل، والتقدير "أن تجري" خبر
ثان".
والوجه الأول؛ فهو محكم وظاهر في تقديره، والثاني لا يخلو من ضعف.