2 - أنها بمعنى همزة الاستفهام، وهو قول ابن عطية والطبري، واختلفا في محلها:

قال ابن عطية: و"أَمْ" تكون بمعنى ألف الاستفهام في صدر الكلام، لغة يمانية.

قال الطبري: إنّ "أَمْ" يُستفهم بها وسط كلامٍ قد تقدّم صدره.

وتعقبهما الشيخ أبو حيان، فرأى أن قول ابن عطية لم يقف عليه لأحد من النحويين، ورأى قول الطبري قولًا غريبًا.

3 - ذهب الزمخشري إلى أنها "أَمْ" المتصلة (?)، فقد ذكر أولًا أنها أم المنقطعة، ومعنى الهمزة، فيها الإنكار، أي: ما كنتم حاضرين يعقوب عليه السلام إذ حضره الموت.

ثم قال: "ولكن الوجه أن تكون "أَمْ" متصلة على أن يقدّر قبلها محذوف، كأنه قيل: أتدّعون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت، يعني أنّ أوائلكم من بني إسرائيل كانوا مشاهدين له؛ إذ أراد بنيه على التوحيد وملة الإِسلام. وقد علمتم ذلك، فما لكم تدّعون على الأنبياء ما هم منه براء؟ ".

وتعقبه الشيخ أبو حيان فذكر أن ملخص كلامه أنها متصلة، وأنها حذف قبلها ما يعادلها, ولا نعلم أحدًا أجاز حذف هذه الجملة، ولا يُحْفَظ ذلك لا في شعر ولا في غيره؛ فلا يجوز: أم زيد، وأنت تريد أقام عمرو أم زيد؟ ، ولا أقام خالد، وأنت تريد: أخرج زيد أم أقام خالد، والسبب في أنه لا يجوز الحذف أنّ الكلام في معنى: أيّ الأمرين وقع، فهي في الحقيقة جملة واحدة.

وانظر تفصيل القول "في "أَمْ" المتصلة والمنقطعة في الآية/ 6 مما تقدّم.

كُنْتُمْ شُهَدَاءَ: كُنْتُمْ: كَانَ: فعل ماض ناسخ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع. والتاء: ضمير في محل رفع اسمها، والميم: للجمع. شُهَدَاءَ: خبر "كَانَ" منصوب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015