{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ
أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ
حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا:
فَلَمَّا: الفاء: عاطفة، و"لَمَّا" ظرفية حينية متضمنة معنى الشرط متعلِّقة
بـ "خَلَصُواْ".
اسْتَيْأَسُوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: في محل رفع فاعل، وهو
بمعنى "يئسوا" وزيادة السين والتاء للمبالغة.
مِتهُ: متعلقان بـ "اسْتَيْأَسُوا". خَلَصُواْ: مثل "اسْتَيْأَسُوا". نَجيًّا: حال من
"الواو" في "خَلَصُواْ"، وفي إفراد هذه الحال وصاحبها جمع ما يأتي (?):
1 - "نَجِيّ" فعيل بمعنى مفاعل، وهذا يفرد مطلقًا نحو قولنا: هم عشيرك
وخليطك، أي: معاشروك ومخالطوك.
2 - "نَجِيّ" صفة على وزن "فعيل" مثل: صديق، وهذا يوخد دائمًا؛ لأنه
على زنة المصدر مثل الصهيل والوحيد.
3 - "نَجِيّ" مصدر بمعنى التناجي، وقيل "النجوى" بمعناه، فقد قيل: قوم
نخي، وقوم نجوى نحو قوله تعالى في سورة الإسراء: "وَإِذْ هُمْ نَجَوَىَ"
17/ 47، أي: متناجون، فقد أنزل المصدر منزلة الوصف مثل قولنا
أيضًا: قول عدل.
وقال أبو البقاء: "وهو واحد في موضع الجمع، أي: أنجية، كما قال تعالى:
"ثُمَّ نحُرِجُكُمْ طِفْلًا" الحج 22/ 5.