* وجملة: "إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ " معطوفة على جملة: "أَنَا رَاوَدْتُهُ " لا محل لها.
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)}
ذَلِكَ: " ذَا ": اسم إشارة مبني، وفي محله ما يأتي (?):
1 - رفع مبتدأ وخبره محذوف، أي: ذلك الذي صرحت به من براءته أمر من
الله لا بد منه، أو ذلك التثبت.
2 - رفع خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك.
3 - نصب مفعول به لفعل مقدَّر، أي: فعل الله ذلك. أو: فعلت أنا ذلك
بتيسير الله، أو: قلت ذلك.
والوجه الأول أظهر، والله أعلم.
واللام: للبُعد، وا لكاف: للخطاب.
وفي المتكلم ما يأتي (?):
1 - امرأة العزيز، أي: قالت امرأة العزيز ذلك الاعتراف: ليعلم يوسف
أني لم أخنه في الغيب، وهذا اختيار أبي حيان.
2 - يوسف عليه السلام، أي: قال يوسف: فعل الله ذلك التثبت أو
فعلنا ذلك؛ ليعلم العزيز أني لم أخنه في حليلته ...
وهذا اختيار الزمخشري، واختيار الفرَّاء الذي قال: " قال ذلك يوسف لما رجع
إليه الساقي فأخبره ببراءة النسوة إياه ... وهو متصل بقول امرأته: " الْآنَ حَصْحَصَ
الْحَقُّ ... " وربما وصل الكلام بالكلام حتى كأنه قول واحد وهو كلام اثنين، فهذا
من ذلك ".