الثاني: أن هذا الفعل معطوف على "يَقُولُ"، وقد أخذ بهذا الزجاج والطبري والفراء، ورَدَّه ابن عطية؛ فهو عنده خطأ من جهة المعنى.
الثالث: أنْ "يَكُونُ" معطوف على "كُنْ" من حيث المعني، وهو قول الفارسي، وضعَّف أن يكون عطفًا على "يَقُولُ".
قلنا: بناء على ما تقدّم في محل الجملة ما يلي:
أ - على رأى سيبويه: جملة استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.
ب - على رأي الزجاج والطبري معطوفة على "يَقُولُ"؛ فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.
جـ - على رأي أبي علي الفارسي: هي في محل نصب مثل "كُنْ"؛ إذ هي عطف عليها.
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}
وَقَالَ: الواو: استئنافيّة، قَالَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح. الَّذِينَ: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل رفع فاعل. لَا يَعْلَمُونَ: لَا: نافية. يَعْلَمُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
قال أبو حيان (?): "وحُذِف مفعولُ العِلْم هنا اقتصارًا؛ لأن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم، لا نَفْيُ عِلْمِهِم بشيءٍ مخصوص، فكأنه قيل: وقال الذين ليسوا ممن له سجيَّة في العلم لفرط غباوته. . . ".
ومعنى قوله: "اقتصارًا": أي: الحذف لغير دليل.