"بِاللهِ" ومعطوفاه عليه. واستدل بذلك على جواز تقديم خبر "كان" عليها (?)؛
لأنه إذا جارّ تقديم متعلق الخبر عليها فإنه يجوز من باب أولى تقديم الخبر.
وأبطل ابن مالك هذا الاستدلال بقوله تعالى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"
[الضحى 93/ 9] كما حيث تقدم المفعول منصوبًا بالفعل الواقع بعد "لا" الناهية.
ولم يجز أحد تقديم ما بعد "لا" عليها لكونه مجزومًا بها. وهكذا تقدم
المعمول ولم يتقدم العامل. وفي تقديم متعلق الخبر وجعله تاليًا للاستفهام
فائدة. قال الزمخشري (?) وغيره إنه جعل المستهزأ به يلي حرف التقرير، وذلك
يستدعي حصول الاستهزاء وثبوته، وتسليط الإنكار على متعلقه. والاستفهام
تقرير يتضمن الوعيد والتقريع والتوبيخ.
{لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)}
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ:
لَا: ناهية جازمة. تَعْتَذِرُوا: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون.
والواو: في محل رفع فاعل. وهو نهي مراد به التوبيخ؛ أي لا تفعلوا فلا ينفعكم
الاعتذار (?). فَدْ: حرف تحقيق. كَفَرْتُمْ: فعل ماض مبنيّ على السكون. والتاء: في
محل رفع فاعل. والميم: للجمع. بَعْدَ: ظرف منصوب. إِيمَانِكُمْ: مضاف إليه
مجرور. والكاف: في محل جر بالإضافة إلى ما قبله.
* والجملة استئناف مقرر لما قبل، فلا محل لها من الإعراب.
إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً:
إِن: حرف شرط جازم. نَعْفُ: مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف