وفي العدول عن "اللام" إلى "فِي" في الأربعة الأخيرة قال الزمخشري (?):
"للإيذان بأنهم أرسخ في استحقاق المتصدق عليهم ممن سبق ذكرهم؛ لأنَّ "فِي"
للوعاء، فنبه على أنَّهم أحقَّاء بأن توضع فيهم الصدقات، ويجعلوا مظنة لها ومصبًّا".
ثم قال: "وتكرير "فِي" في قوله: "وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" فيه فضل
ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين".
وقال الشهاب نقلًا عن الانتصاف: "بأن الأصناف الأربعة الأولى يملكون ما
يدفع إليهم تملكًا. أما الأواخر فلا يملكونه بل يصرف في جهتهم ومصالحهم".
فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ:
في علة نصب "فَرِيْضَةً" ما يأتي (?):
1 - هو مفعول مطلق مؤكد، على المعنى المستفاد مما تقدم. وتقديره: فرض
الله ذلك فريضة.
2 - هو حال من الضمير المستكن في متعلق الجار والمجرور لوقوعه خبرًا.
وتقديره: إنما الصدقات كائنة لهم حال كونها فريضة أي مفروضة. وعلى
هذا الوجه يحتمل في "فَرِيضَةً" أن تكون فعيلة بمعنى مفعولة، وزيدت
التاء لجريانها مجرى الأسماء كالنطيحة، أو أنَّها مصدر وقع حالًا.
3 - هو منصوب بفعل مقدر من لفظها، أي فرض ذلك فريضة، وهو المنقول
عن سيبويه.
4 - هو منصوب على القطع، أي بفعل مقدَّر من غير لفظها نحو: أعني، وهو
قول الفراء.
مِنْ الله: جارٌّ ومجرور متعلق بـ "فَرِيضَةً".