{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58}

{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}:

الواو: استئنافية. إِمَّا: إن الشرطية الجازمة وما زائدة مؤكدة. والقول فيها

كسابقه. قال الفراء (?): "لا تكاد العرب تدخل النون الشديدة ولا الخفيفة في الجزاء

حتى يصلوها بـ "مَا". فإذا وصلوها آثروا التنوين، وذلك أنهم وجدوا لـ {إِمَّا}،

وهي جزاء، شبيها بـ "إِمَّا" من التخيير ليعلم، تفرقة بينهما، ثم جعلوا أكثر جوابها

بالفاء، لأنهم إذا نونوا في "إِمَّا" جعلوها صدراً للكلام ولا يكادون يؤخرونها ...

فلما لزمت التقديم صارت كالخارج من الشرط، فاستحبوا الفاء وآثروها، كما

استحبوها في قولهم: أما أخوك فقاعد، حين ضارعتها".

{تَخَافَنَّ}: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، وهي فعل الشرط في

محل جزم. {مِنْ قَوْمٍ}: جارّ ومجرور متعلق بالفعل قبله، و {قَوْمٍ}: موصوف حذف

وصفه، أي: معاهدين (?).

خِيَانَةً: مفعول به منصوب. {فَانْبِذْ}: الفاء رابط لجواب الشرط بفعله.

{انْبِذْ}: فعل أمر، والفاعل: مستتر وجوباً تقديره: أنت، والمفعول محذوف

تقديره: عهدهم (?). عَكَ سَوَآة جارّ ومجرور متعلق بمحذوف حال من النابذ (وهو

الفاعل)، أي: كائناً على عدلى، أو من المنبوذ إليهم (المفعول بواسطة)، أي كائنين

على علم نبيذك عهدهم أو منهما جميعاً. أي: كائنين أنتم على استواء في العلم أو

في العداوة. و {سَوَاءٍ} نعت حذف منعوته أي: (على طريق سواء).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015