وضعّف أبو حيان مذهب الكسائي والأخفش، وأخذ برأي من قال: إنها واو العطف، ثم ذكر مذهب الجماعة في أن الأصل تقديم هذه الواو على الهمزة، ومثلها الفاء وثم، وإنما قُدّمت الهمزة؛ لأن لها صدر الكلام، ثم ذكر مذهب الزمخشري السابق، وذكر أنه رجع بعد ذلك عن اختياره إلى قول الجماعة.

والمراد بهذا الاستفهام الإنكار وإعظام ما يُقْدِمون عليه من تكرر عهودهم ونقضها حتى صار ذلك عادة لهم وسجية.

وقال الهمذاني: "الواو: للعطف عند صاحب الكتاب، والمعطوف عليه محذوف تقديره: كفروا بالآيات البينات، وكلما عاهدوا، والهمزة قبلها للاستفهام دخلت للتوبيخ والإنكار".

كُلَّمَا: تقدّم في الآية/ 20 من هذه السورة أن "كُلَّ" اسم منصوب على الظرفية الزمانية، لأنه أضيف إلى "مَا" الظرفية.

وذكرنا فيما تقدم ما يلي:

أن "مَا" مصدرية ظرفية، أو نكرة موصوفة، ومعناها الوقت.

وأن "كُلَّمَا" تفيد التكرار، وتقتضي جوابًا، وأنّ فيها على هذا معنى الشرط (?).

عَاهَدُوا: فعل ماض مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. عَهْدًا: وفيه إعرابان (?):

الأول: أنه مفعول مطلق، على تقدير: عاهدوا معاهدة، وهناك من يذهب إلى أنه نائب عن المفعول المطلق لخلافه مصدر "عاهد"، قال أبو حيان: "مصدر على غير الصدر، أي: معاهدة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015