ورجح أبو السعود أنه حال من المفعول به، قال: "أما كونه حالًا من فاعله أو
منه ومن مفعوله معأ فيأباه قوله تعالى: "فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ"؛ إذ لا معنى لتعيين
النهي عن الإدبار بتوجههم السابق إلى العدو أو بكثرتهم، بل توجه العدو إليهم
وكثرتهم هو الداعي إلى الإدبار عادة، والمحوج إلى النهي عنه" (?).
فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ:
الفاء: رابطة لجواب الشرط بفعله. لَا: ناهية جازمة.
تُوَلُّوهُمُ: فعل مضارع مجزوم بـ "لَا" الناهية، وعلامة جزمه حذف النون،
والهاء: في محل نصب مفعول أول.
الْأَدْبَارَ: مفعول ثان منصوب.
* وجملة: "لَا تُوَلُّوهُمُ ... " لا محل لها من الإعراب، جواب شرط غير جازم.
* وجملة: "لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا" في محل جر بالإضافة إلى "إِذَا".
* وجملة: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... " استئناف بخطاب للمؤمنين يتضمن حكمًا
كليًا واجبًا جيء به في أثناء القصة؛ لإظهار أهميته وما صدقته الأحداث من
إعلاء كلمة الإيمان مع قلة العدة والعدد بما يوجب على المؤمنين عدم التولي
يوم الزحف، وتعظيم الجرم في ارتكابه.
{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ
بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ:
الواو: استئنافية لبيان حكم المتولي يوم الزحف. مَن: اسم شرط مبني على