{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ:
إِذْ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب. وفي ناصبه الأوجه
الآتية (?):
1 - بدل ثالث من "إِذْ يَعِدُكُمُ"، على القول بجواز تعدد البدل.
2 - منصوب بـ "يُثَبِّتَ بِهِ" على أن يعود الضمير في "بِهِ"، على الربط،
والمعنى: (يثبت بالربط الأقدام حين يوحي ... ). أما على تأويل عود
الضمير على المطر فإن ابن عطية يراه قلقًا لاختلاف زمان إنزال المطر عن
زمان الإيحاء.
3 - منصوب بـ "لِيَرْبِطَ"، والمعنى: ليربط به على القلوب وقت الإيحاء.
4 - منصوب بفعل محذوف تقديره: اذكر أو اذكروا.
والوجه الرابع هو الراجح عند أبي السعود؛ لأن الإيحاء خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم-،
والمعنى: واذكر يا محمد وقت إيحاء ربك إلى الملائكة". ويرد وجه البدلية عنده
"أن هذا لا يقف عليه المسلمون؛ فلا يكون من جملة النعم التي عددها الله"، كما
أنه يرى أن تقييد "الربط على القلوب" أو "التثبيت" بوقت مهم عندهم هو وقت
الإيحاء ليس فيه مزيد فائدة.
- وعلى هذا الوجه يكون: "إِذْ يُوحِي ... " استئنافًا لا محل له من الإعراب.
يُوحِي: مضارع مرفوع، وعلامة رفع ضمة مقدرة. للثقل.
رَبُّكَ: فاعل مرفوع. والكاف: في محل جر بالإضافة.