3 - الناصب: "يَعِدُكُمُ"، وبه قال الحوفي وابن جرير. والمعنى: يعدكم
وقت استغاثتكم.
4 - الناصب: "تَوَدُّونَ "، قاله العكبري. وقال السمين: "وفيه بعد لطول
الفصل".
5 - الناصب: "يُحِقَّ"، قاله الحوفي وابن جرير، والمعنى: "ليحق الحق
وقت استغاثتكم ... ". وردّه السمين.
قال: "وهو غلط؛ لأنَّ "يُحِقَّ" مستقبل؛ لأنَّه منصوب بإضمار "أَن"، وإذ
ظرف لما مضي، فكيف يعمل المستقبل في الماضي" (?).
ورد أبو السعود قول السمين، فقال: "ليس بشيء؛ لأنَّ كونه مستقبلًا إنما هو
بالنسبة إلى زمان ما هو غاية له من الفعل المقدر، لا بالنسبة إلى زمان الاستغاثة حتى
لا يعمل فيه، بل هما في وقت واحد، وإنما عبر زمانها بـ "إِذ" نظرًا إلى زمان
النزول. وصيغة الاستقبال في "تَسْتَغِيثُونَ" لحكاية الحال الماضية؛ لاستحضار
صورتها العجيبة" (?).
ويقع مذهب الشهاب قريبًا من مذهب السمين في هذه المسألة؛ قال: "فإن
قلت: "يُحِقَّ" مستقبل لنصبه بـ "أَن"، و "إِذْ" للزمان الماضي، فكيف يعمل
فيه؟ قيل: إنه كما ذهب إليه بعض النحاة كابن مالك من أنَّها تكون بمعنى: إذا
للمستقبل، كما في قوله تعالى: "فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ" [سورة
غافر 40/ 70 - 71]. وقد يجعل التعبير عنه بالماضي لتحققه، فتأمل" (?).
تَسْتَغِيثُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وواو الجماعة: في محل
رفع فاعل. و "استغاث" يتعدى بنفسه وبالباء. ربكم: مفعول منصوب،
والكاف: في محل جر بالإضافة.