قال أهل العلم: وليس في الآية تكرار المعنى الوارد في الآية السابقة؛ قال

الشهاب: "فالأولى لبيان إرادة الله مطلقًا، وهذه لإرادة خاصة [أي بما جرى في هذه

الواقعة على التعيين]، وفيه مبالغة وتأكيد للمعنى بذكره مطلقًا ومقيدًا؛ كأنه قيل: من

شأن إرادة الله ذلك، فلذا فعل ما فعل" (?).

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ:

إِذ: ظرف زمان مبنيّ على السكون في محل نصب. وفي ناصبه الأقوال

الآتية (?):

1 - الناصب فعل مضمر تقديره: اذكر، أو: اذكروا.

وبه قال ابن النحاس والحوفي والعكبري والهمداني وكثير غيرهم.

وعليه تكون الجملة استئنافيّة منقطعة عما قبلها؛ فلا محل لها من

الإعراب. وقال الجمل: هو تذكير بنعمة أخري، فهو في حكم

المعطوف.

2 - هو بدل من "إِذْ" الأولى في قوله تعالى: "وَإِذْ يَعِدُكُمُ ... "، وبه قال

الزمخشري وابن عطية، ومن قبله ابن جرير.

قال الشهاب: "وإن كان زمان الوعد غير زمان الاستغاثة؛ لأنَّه بتأويل أن

الوعد والاستغاثة وقعا في زمان واسع، كما تقول: لقيته سنة كذا. وهو

يحتمل بدل الكل إن جعلا متسعين، وبدل البعض إن جعل الأول متسعًا

والثاني معيارًا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015