قال السمين: "والوجه الأول أحسن؛ لنزول القرآن بلغة الحجاز، وظهور النصب في قوله: "مَا هَذَا بَشَرًا" (?)، "مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ" (?).

وقال أبو حيان: "وعلى ذلك ينبغي أن يحمل ما ورد في القرآن من ذلك".

وفي هذين القولين عندنا نظر!

* وجملة "وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ. . . " في محل نصب على الحال.

مِنَ الْعَذَابِ: جار ومجرور متعلِّقان بـ "مُزَحْزِحِهِ". أَنْ يُعَمَّرَ: أَن: حرف مصدري ونصب واستقبال. يُعَمَّرَ: فعل مضارع مبني للمفعول، وهو منصوب، والنائب عن الفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".

والمصدر المؤوّل من "أَنْ يُعَمَّرَ" في محله ما يلي:

1 - هُوَ: فاعل لاسم الفاعل "مُزَحْزِحِهِ"، والتقدير: وما هو بمزحزحه من العذاب تعميرُه. وذكروا أنه الوجه الجيد في الآية (?).

2 - أنه بدل من "هُوَ" والتقدير: وما تعميرُه بمزحزحه من العذاب، على جعل "هُوَ" اسم "مَا".

3 - وقيل: "هُوَ" مبتدأ (?) على ما تقدّم في "هُوَ" الذي أبدل منه. وذكر الرازي (?) وجهًا آخر، وهو أن يكون "هُوَ" مُبْهَمًا، و"أَنْ يُعَمَّرَ" موضِّحه. قلنا: هذا على جعل "هُوَ" ضمير الشأن. واستبعده ابن عطية وغيره.

* وجملة "يُعَمَّرَ" لا محل لها؛ صلة الموصول الحرفي.

وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ: الواو: للاستئناف، ولا يبعد أن تكون للحال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015