وفي محل الجملة من الإعراب قولان (?):
1 - معطوف على جواب الو) فلا محل لها من الإعراب. ولم يلحقه الربط
باللام. قال أبو حيان: لأن الفصيح ألا يصحبها. وتعقبه السمين؛ قال:
وفيه نظر، لأنهم نصوا على أن جوابها المنفي لا يجوز دخول اللام عليه.
وهذا الوجه هو الراجح عند أبي حيان لتمام المقابلة بين النفع والاستكثار
من الخير، وبين الضرر ومس السوء.
2 - الجملة استئنافية بعد قطع، إخبارًا منه - صلى الله عليه وسلم - بأنه لم يمسسه السوء، أي:
الجنون الذي رموه به. قال أبو حيان: وفيه تفكيك لنظم الكلام.
إِنْ أَنَاْ إلَّا نَذِيرٌ وَبشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:
إِنْ: نافية بمعنى: (ما). أَنَا: في محل رفع مبتدأ. إِلَّا: أداة حصر.
نَذِيرٌ: خبر مرفوع. وَبشِيرٌ: الواو: عاطفة، وما بعدها معطوف مرفوع.
لِقَوْمٍ: جارّ ومجرور. وفي تعليق الجار والمجرور ما يأتي (?):
1 - يجوز تعليقه بالنذارة أو البشارة كلتيهما؟ فهو من باب التنازع. والعامل فيه
"نَذِيرٌ" على رأي الكوفيين و"بَشِيرٌ" على رأي البصريين؛ وعلله
الزمخشري بأن النذارة والبشارة تنفعان فيهم، أي في المتصفين بالإيمان.
2 - أن متعلّق "نَذِيرٌ" محذوف، وتقديره: نذير للكافرين وبشير لقوم يؤمنون؟
فلا يكون من التنازع.
يُؤْمِنُونَ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وواو الجماعة: في محل
رفع فاعل.