جعل الظرف (يعني شبه الجملة) خبرًا كما هو الشائع يأباه جزالة المعنى؛ لأنَّ كونهم
من الناس ظاهر، والإخبار به عار من الفائدة. ومبني هذ الإعراب على أنَّ المراد
بالناس هو مطلق الجنس، في حين أن المراد هو التنبيه على أنَّ الصفات المذكورة
لأولئك تنافي الإنسانية، فحق من يتصف بها إلا يعلم كونه من الناس، أما من جهة
الصناعة فإن من الممكن أن يكون التقدير: وجمع ممن خلقنا أمة يهدون ...
فشبه الجملة متعلق بمحذوف نعت لمبتدأ مقدر، و "أُمَّةٌ" خبر عنها. قال أبو
السعود: فهو مبتدأ إما باعتبار مضمونه، أو بتقدير الموصوف وما بعده خبره.
يَهْدُونَ بِالْحَقِّ:
يَهْدُونَ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وواو الجماعة: في
محل رفع فاعل.
بِالْحَقِّ: جارّ ومجرور. وفي محل والجارّ والمجرور قولان (?):
1 - متعلق بمحذوف حال من ضمير الفاعل؛ أي: ملتبسين بالحق.
2 - هو متعلق بـ "يَهْدُونَ"، والمعنى: يهدون بكلمة الحق.
* وجملة: "يَهْدُونَ بِالْحَقِّ" في محل رفع صفة "أُمَّة".
وَبِهِ يَعْدِلُونَ:
الواو: عاطفة. بِهِ: الباء: جارّة. والهاء: في محل جر بالباء.
- والجارّ والمجرور متعلق بـ "يَعْدِلُونَ".
يَعْدِلُونَ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وواو الجماعة: في
محل رفع فاعل.
* وجملة: "وَبِهِ يَعْدِلُونَ" معطوفة على جملة الصفة قبلها، فهي في محل رفع.