وأما الخامس، وهو أنه قال هناك: "خَطِيئَاتِكُمْ" وقال هنا: "خَطِيئَاتِكُمْ" فهو

إشارة إلى أن هذه الذنوب سواء كانت قليلة أو كثيرة فهي مغفورة عند الإتيان بهذا

الدعاء والتضرع.

وأما السادس، وهو قوله تعالى هناك: "وَسَنَزِيدُ" بالواو، وقال هنا بحذفها

فالفائدة في حذف الواو، أنه تعالى وعد بشيئين: بالغفران، وبالزيادة للمحسنين من

الثواب، وإسقاط الواو لا يخل بذلك، لأنه استئناف مرتب على تقدير قول القائل

ماذا حصل بعد الغفران؟ فقيل: إنه سيزيد المحسنين.

وأما السابع، وهو الفرق بين "فَأَنْزَلْنَا" وبين "فَأَرْسَلْنَا"؛ فلأن الإنزال لا يشعر

بالكثرة والإرسال يشعر بها؛ فكأنه تعالى بدأ بإنزال العذاب القليل ثم جعله كثيرًا.

وهو نظير ما تقدم من الفرق بين "انْبَجَسَتْ" و " فَأَنفَجَرَتْ ".

وأما الثامن، وهو الفرق بين قوله تعالى: " يَفْسُقُونَ " وبين قوله تعالى:

" يَظمُونَ "؛ فلأنهم لما ظلموا أنفسهم فيما غيروا وبدلوا فسقوا بذلك، وخرجوا

عن طاعة الله فوصفوا بكونهم ظالمين، لأجل أنهم ظلموا أنفسهم، وبكونهم

فاسقين؛ لأنهم خرجوا عن طاعة الله تعالى؛ فالفائدة في ذكر هذين الوصفين التنبيه

على حصول هذين الأمرين.

هذا ملخص كلام الرازي رحمه الله تعالى ثم قال: وتمام العلم بذلك عند الله

تعالى". اهـ بحروفه.

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ

إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ

كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)}

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ}:

الواو: عاطفة للجمل على الفعل المضمر العامل في (اذكر)، أي: اذكر إذ قيل

لهم ... واسألهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015