وقد اختلف المعربون في أي الوجهين هو الأرجح؛ فالأول هو الوجه عند الزمخشري ولم يذكر غيره. ورتب على الإخبار عن (أَنَّ) بالجملة، وتقديم المبتدأ على الخبر في جملة الإخبار إرادة اختصاص عبدة الأصنام بالتبار والهلاك. وذهب أبو حيان إلى ترجيح الوجه الثاني، ورد به ما ذهب إليه الزمخشري.
وقد وافق السمين شيخه في أن الأصل في الأخبار أن تكون مفردة؛ فما أمكن فيه ذلك فلا يعدل عنه. غير أنه اعتذر للزمخشري فقال: "إلا أن الزمخشري لم يذكر ذلك على سبيل التعيين، بل على أحد الوجهين. وقد يكون هذا عنده أرجح مع جهة ما ذكر من المعنى. وإذا دار الأمر بين مرجح لفظي ومرجح معنوي، فاعتبار المعنوي أولى. ولا أظن حمل الزمخشري على ذلك إلا ما ذكرت".
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ:
الواو: للعطف.
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ:
وفيه الوجهان السابق ذكرهما في إعراب قوله تعالى: "مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ"، وينضاف إليهما وجه ثالث. وتفصيل ذلك (?):
الوجه الأول:
بَاطِلٌ: خبر مقدم مرفوع. مَا: وما دخلت عليه في محل رفع مبتدأ مؤخر.
* والجملة الاسمية في محل رفع عطفًا على جملة خبر "إِنَّ" المتقدمة.
الوجه الثاني:
بَاطِلٌ: مرفوع عطفًا على "مُتَبَّرٌ" التي هي خبر مفرد عن "إن هؤلاء".
مَا: وما دخلت عليه في محل رفع فاعل لاسم الفاعل "بَاطِلٌ".
وعلى الوجهين السابقين يكون تفصيل إعراب قوله: "مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"؛ هو: مَا: اسم موصول في محل رفع، مبتدأ مؤخرًا أو فاعلًا.