وقد جعلهما العكبري وجهين بأن أعربهما منصوبين على الظرفية وعلى نزع الخافض. قال السمين: "إن كل ظرف مقدرٌ بـ "فِي" فكيف يجعل شيئًا واحدًا شيئين" (?).
وعلى هذا يكون الموصول في قوله: "الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" في محل نصب مفعولًا ثانيًا لـ "أَوْرَثنَا".
الوجه الثالث: ذكره مكي (?).
- القومَ: هو المفعول الثاني. وقوله: "الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" نعت لمحذوف هو المفعول الأول. والتقدير على هذا الوجه: وأورثنا الأرضَ التي باركنها فيها القوم الذين كانوا يستضعفون. ولا بد فيه من إعراب قوله: "مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا" منصوبين على الظرفية المكانية، ولا يجوز إلا على حذف حرف الجر.
ويحصل من الأوجه الثلاثة أن الضمير في "فِيهَا" يحتمل العود إلى (مشارق ومغارب)، وإلى (الْأَرْضِ) المحذوفة، وإلى (الْأَرْضِ) المصرح به، فهو في محل نصب على الأوّلين، وفي محل جر على الثالث.
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا:
وَتَمَّتْ: الواو: عاطفة. تمّت: فعل ماض. والتاء: للتأنيث.
كَلِمَتُ: فاعل مرفوع. رَبِّكَ: مضاف إليه مجرور. والكاف: في محل جر بالإضافة. الْحُسْنَى: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها ضمة مقدرة للتعذر.
عَلَى: جارّة. بَني: مجرور بـ "عَلَى" وعلامة جره الياء، ملحق بجمع المذكر السالم. إِسْرَائِيلَ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة، ممنوع من الصرف.
- والجارّ والمجرور متعلق بـ "تَمَّتْ".