{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا:
ثُمَّ: عاطفة. بَعَثْنَا: فعل ماض مبني على السكون. نَا: في محل رفع فاعل.
مِنْ: جارّة. بَعْدِهِم: مجرور بـ "مِنْ"، والهاء: في محل جر مضاف إليه. وهو متعلق بـ "بَعَثْنَا".
قال أبو السعود (?): "وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح للاعتناء بالمقدم، والتشويق إلى المؤخر".
* وجملة: "ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ" معطوفة على ما قبلها، ويختلف المعطوف عليه بحسب مرجع الضمير في "بَعْدِهِم"، غير أنها على كل استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب (?).
فإذا رجع الضمير إلى عموم الناس وكذلك الضمير في "أَكْثَرَهُمْ" و"لِأَكْثَرِهِمْ" في الآية السابقة كانت الجملة معطوفة على "وَمَا وَجَدْنَا. . . ".
وإذا رجعت الضمير إلى الأمم السالفة، كانت عطفًا على قوله: "وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ"، وكان قوله: "وَمَا وَجَدْنَا. . . " جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
قال الشهاب: كذا قاله الزمخشري، وفيه نظر؛ إذ ينشأ عنه، أن "يجعل العام معترضًا بين الخاصين". ويجوز أن يكون اعتراضًا على مذهب البيانيين لا النحاة، فهو عند أولئك أعم.
مُوسَى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة للتعذّر.