مذهب جائز عند الكوفيين، أي: جواز تقدّم ما في حَيِّز "مَا" عليها.
وممن ذهب إلى النفي ابن عباس وقتادة.
وذهب هذا المذهب فيها أبو البقاء وابن الأنباري. ولم يجز هذا البصريون.
وعلى هذا التوجيه انتصب "قَلِيلًا" بـ "يُؤْمِنُونَ"، أي: لا يؤمنون إيمانًا قليلًا ولا إيمانًا كثيرًا. فهو على هذا صفة لمصدر محذوف، ولكن الخلاف هل يتقدَّم معمول الفعل على "مَا" النافية أو لا (?).
وضعّفه أبو حيان لأنه لا معنى لتأكيد الفعل بمصدر منفي، ولا نظير له.
يُؤْمِنُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
* وجملة "قَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ" معطوفة على جملة "لَعَنَهُمُ اللَّهُ".
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
وَلَمَّا: الواو: استئنافيَّة. لَمَّا: وفيها رأيان (?):
1 - رأي الجمهور أنها حرف وجوب لوجوب (?).
2 - رأي ابن السرّاج أنها اسم بمعنى "حين"، وتبعه على هذا الفارسي وابن جني وجماعة.