{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)}
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ (?):
فَتَوَلَّى: الفاء: عاطفة. وفي معنى التعقيب قولان:
1 - أن التولي قد أعقب الإهلاك وجثومهم في ديارهم.
2 - أنه كان قبل إهلاكهم وموتهم، ومن ثم خاطبهم بقوله: "يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ. . . "؛ وذلك عند عقر الناقة ورؤية نذر العذاب. قال القرطبي: وهو الأظهر. وأجيب عن ذلك بأقوال هي:
1 - يجوز أن يكون في الآيات تقديم وتأخير، وتقديره: فتولى عنهم. . فأخذتهم الرجفة.
2 - أن خطاب صالح لقومه كان كخطاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لقتلى المشركين ببدر؛ إذ يقول لأصحابه: ما أنتم بأسمع منهم، ولكنهم لا يجيبون.
3 - أن يكون الخطاب على سبيل تنبيه من يأتي بعدهم إلى مناط العبرة والعظمة فيما وقع زجرًا لهم عن الوقوع في العنود والاستكبار، وتحسرًا على ما آل إليه أمر قومه.
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ: تَوَلَّى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل مستتر تقديره: هو. عَنْهُمْ: عَنْ: جارّة. والهاء: في محل جر بـ "عَنْ"، وهو متعلق بـ "تَوَلَّى".
* والجملة معطوفة على قوله "فَأْتِنَا"، أو على المحذوف المقدر؛ فلا محل لها من الإعراب.
وَقَالَ يَاقَوْمِ: الواو: عاطفة. قَالَ: فعل ماض مبني على الفتح.