* وجملة "اسْتَكْبَرْتُمْ" لا محل لها من الإعراب؛ فهي جواب شرط غير جازم، وهو "كُلَّمَا".

فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ: الفاء: حرف عطف (?). وفي معطوفه قولان (?):

الأول: أنه عطف الجملة على "اسْتَكْبَرْتُمْ"، أي: فنشأ عن الاستكبار مبادرة فريق منكم بتكذيب الرسول، حيث لا تقدرون على قتلهم، وبادرتم فريقًا بالقتل حين تقدرون على ذلك، واختار هذا التوجيه أبو حيان، وهو الظاهر عنده.

الثاني: ذهب إليه الراغب الأصفهاني، فقد رأى أنّ هذه الجملة معطوفة على قوله "وَأَيَّدْنَاهُ"، ويكون قوله: أفكلما مع ما بعده، فَصْلًا بينهما على سبيل الإنكار.

قال أبو حيان: "والأظهرُ في ترتيب الكلام الأوّلُ، وهذا أيضًا محتمل".

فَرِيقًا: مفعول به مقدم، منصوب، وقُدِّم للاهتمام به، وقالوا لا بُدّ من تقدير محذوف أي: ففريقًا منهم". كَذَّبْتُمْ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. والميم: للجمع. وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ: الواو: حرف عطف. فَرِيقًا: مفعول به مقدَّم منصوب. تَقْتُلُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.

قال أبو حيان (?): "وأتى بفعل القتل مضارعًا إما لكونه حكيت به الحال الماضية إنْ كانت أريدت فاستحضرت في النفوس، وصُوّر حتى كأنه ملتبس به مشروع فيه، ولما فيه من مناسبة رؤوس الآي التي هي فواصل، وإما لكونه مستقبلًا؛ لأنهم يرومون قتل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ ولذلك سحروه وسَمُّوه. . . ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015