وهذا القول هو لابن الأنباري. وعليه يكون التقدير "فبأي شيء أغويتني فلأقعدن لهم. . . ". وتمام هذا المذهب أن يكون "لَأَقْعُدَنَّ. . . " جوابًا لقسم محذوف، والأصل اتصال فاء الجزاء بالقسم المحذوف، فلما حذف القسم اتصلت بجوابه. والتقدير: فبما أغويتني فواللَّه لأقعدن. . ".
قال السمين: وهذا الذي قاله ضعيف جدًّا، فإنه على تقدير صحة معناه يمتنع من حيث الصناعة؛ فإن فاء الجزاء لا تحذف إلا في ضرورة شعر.
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ:
لَأَقْعُدَنَّ: اللام: موطئة لجواب القسم المحذوف، ويقال لها أيضًا "المُؤذنة"؛ لأنها تؤذن بالجواب.
أَقْعُدَنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح، ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب.
والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنا.
لَهُمْ: اللام: للجر. والهاء: في محل جر باللام. والميم: حرف للجمع.
وهو متعلق بالفعل قبله.
صِرَاطَكَ (?): ظرف مكان منصوب. وفي علة نصبه ما يأتي:
1 - أنه منصوب على الظرفية بالفعل "أَقْعُد".
وهو وجه ضعيف عند المعربين؛ لأنه ظرف مختص، وهذا النوع من الظرف لا ينصب بالفعل إلا شذوذًا، بل يتعدى الفعل إليه بـ "فِي". وقد زعم ابن الطراوة أنه ظرف مبهم لا مختص، وهو قول مردود.
2 - هو منصوب على نزع الخافض "على". قال الزجاج: "ولا اختلاف بين