{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ: ثُمَّ: حرف عطف للتراخي، وهو يفيد الاستبعاد أيضًا. قال الزمخشري (?): "استبعاد لما أسند إليهم من القتل، والإجلاء، والعدوان بعد أخذ الميثاق منهم وإقرارهم وشهادتهم. . . ".
واختلف المتقدِّمون في إعراب هذه الجملة، ومما جاء عنهم ما يلي (?):
1 - أَنْتُمْ: في محل رفع بالابتداء، هَؤُلَاءِ: في محل رفع خبره.
* وجملة "تَقْتُلُونَ" في محل نصب على الحال، والعامل في الحال اسم الإشارة لما فيه من معنى الفعل.
2 - وقيل: أَنْتُمْ: مبتدأ. وهَؤُلَاءِ: خبر، ولكن على تأويل حذف مضاف تقديره: أنتم مثل هؤلاء، وجملة "تَقْتُلُونَ": في محل نصب على الحال، والعامل في الحال معنى التشبيه في "مثل" المقدَّر.
وقال العكبري: "وهذا كقولك: أبو يوسف أبو حنيفة".
3 - أَنْتُمْ: مبتدأ، هَؤُلَاءِ: خبر، وجملة "تَقْتُلُونَ" في موضع نصب لكونه