وإلغاز في التعامي. أما تلميذه السمين فرد قول شيخه، فقال: "وما استبعَدَه ليس ببعيد" (?).
(?) أن الأوامر معطوفة على قوله: "تَعَالَوْا" وليس على: "لَا تُشْرِكُوا"، فقد أمرهم أولًا بأمر يترتب عليه ذكر مناهٍ، ثم أمرهم ثانيًا بأوامر.
وهو أحد قولي أبي حيان.
(3) أن الأوامر يجوز أن تكون معطوفة على المناهي على تقدير محذوف يفسره المنطوق قبل "أَن" المفسرة. والتقدير: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم وما أمركم به. وتكون أن مفسرة للمنطوق والمقدر.
ثانيًا: توجيه الإعراب على القول بأن "أَن" مصدرية:
وفي ذلك الأوجه الآتية:
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ (?):
(?) أَن: ناصبة، و"لَا": زائدة.
تُشْرِكُوا: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه حذف النون، والواو في محل رفع.
والمصدر المؤول من (أن والفعل) في محل نصب بدل من الاسم الموصول "مَا حَرَّمَ" الواقع مفعولًا به. وهو قول مكي. ولم يصرح بزيادة (لَا)، ولكن الكلام يقتضيه.
(?) "أَنْ" ناصبة، و"لَا" زائدة، والفعل منصوب بها كما تقدّم. والمصدر المؤول في محل نصب بدل من الضمير العائد المقدر في الفعل، أي: ما حرمه. وزيادة (لَا) في الوجهين لازمه؛ لئلا يفسد المعنى.
وقد تعقب طائفة من المعربين هذين الوجهين باعتراضات توجب القول بضعفهما، وهي: