فائدة في إعراب الضمائر المتصلة وبيان حكم ما اتصل بها
جرت عادة المعربين أن يجعلوا لواحق الضمائر المتصلة منها في الإعراب، فإذا أعربوا مثل: ضربتم، ذهبتما، ساعدكم، جعلوا الميم وما جاء معها من تتمة الضمير، وقالوا: تُم، تُما، كم، ثم بيّنوا محل هذا الضمير من الإعراب، وهذا ليس بالصواب، فالضمير هو التاء، والكاف، وما زاد عن ذلك ليس من أصل الوضع في هذا الضمير، إنما هي أحرف زائدة عليه.
قال ابن جني (?): "واعلم أن الميم في أنتما وأنتم وقمتما، وقمتمو، وضربتكما، وضربتكمو، ومررت بهما، وبهمو، إنما زيدت لعلامة تجاوز الواحد، وأن الألف بعدها لإخلاص التثنية، والواو بعدها لإخلاص الجمع".
وأنت ترى أن ابن جني تناول الضمائر المنفصلة والمتصلة معًا، ونحن ندير حديثنا حول الضمائر المتصلة وما يلحقها من زيادات، وأما الضمائر المنفصلة فهي أسماء تامّة عند الإعراب؛ لأن ما جاء فيها من الزيادة على هذا المذهب إنما هي زيادة لازمة لا تقطع عند الإعراب.
قال المبرّد (?): "وأما الكاف في "ضربتكم" فإنما جاءت لأنها ضمير المنصوب والمخفوض، ثم لحقتها زيادة للجمع، ألا ترى أنك تقول: ضربتك، ضربتكما ضربتكمو. . . ".
وقال الشيخ ياسين (?): ". . . وبأن الضمير الغائب فيما ذكر هو الهاء فقط، والحروف اللاحقة له ليست منه، بل دوالّ على التثنية والجمع، ولهذا كل متصل يتنزل لكونه حرفًا منزلة الجزء منه فيمتنع تقدّمه وتأخره بخلاف المنفصل، فإنه لكونه