وقال أبو حيان: إنه في موضع نصب عطفًا على محلّ "مِنْ أَوْسَطِ"؛ لأنه عنده مفعول ثان، نقل ذلك السمين عن شيخه وقال: "إلا أنّ هذه القراءة تنفي الكسوة من الكفارة، وقد أجمع الناس على أنها إحدى الخصال الثلاث، لكن لصاحب هذه القراءة أن يقول: "استفيدت الكسوة من السنّة" أمّا لو قام الإجماع على مستند الكسوة في الكفارة من الآية فإنه لا يصح الردُّ على هذا القارئ".
أَوْ تَحْرِيرُ: معطوف على "إِطْعَامُ"، وهو مصدر مضاف لمفعول به، والكلام عليه كالكلام على "إِطْعَامُ عَشَرَةِ" من جواز تقديره بفعل مبني للفاعل أو للمفعول.
رَقَبَةٍ: مضاف إليه مجرور، وهو مفعول المصدر "تَحْرِيرُ".
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ:
تقدّم إعراب ما يماثلها في سورة النساء الآية/ 92 {فَمَن لَمْ يجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ} فارجع البصر فيها.
ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ:
ذَلِكَ: ذَا: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ، واللام: للبُعد، والكاف: للخطاب. كَفَّارَةُ: خبر مرفوع. أَيْمَانِكُمْ: مضاف إليه مجرور، والكاف في محل جَرّ مضاف إليه. إِذَا:
1 - ظرفية، وليس فيها معنى الشرط، وهو غير الغالب فيها.
2 - ويجوز أن تكون شرطًا، ويكون جوابها محذوفًا على قاعدة البصريين يدلّ عليه ما تقدم، أو هو نفس المتقدم عند أبي زيد والكوفيين، والتقدير: إذا حلفتم وحنثتم فذلك كفارة إثم أيمانكم، وقال أبو البقاء (?): "العامل في "إِذَا" كفارة أيمانكم؛ لأن المعنى: ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم".
فقيل له (?): الكفارة ليست واقعة في وقت الحَلِف فكيف يعمل في الظرف ما لا يقع فيه؟