تَرَى (?): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: مستتر تقديره "أنت". أَعْيُنَهُمْ: مفعول به منصوب، والهاء: في محل جَرّ مضاف إليه، والميم: للجمع. تَفِيضُ: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: مستتر تقديره "هي". مِنَ الدَّمْعِ: جارّ ومجرور، وفي متعلَّقة ما يأتي (?):

1 - بـ "تَفِيضُ" ويكون معنى "مِنَ" ابتداء الغاية، أي: تفيض من كثرة الدمع.

2 - بمحذوف حال من فاعل تفيض، أي: تفيض مملوءة من الدمع.

وذكر هذين الوجهين أبو البقاء، وردّ السمين الوجه الثاني لأن الحال كونٌ مقيد، وإن قُدّر كونًا مطلقًا، أي: تفيض كائنةً من الدمع، فليس المعنى على ذلك (?).

3 - بـ "تميَّز"، وهذا رأي الكوفيين؛ لأنهم لا يشترطون تنكير التمييز، أي: أن الجار والمجرور تمييز، والأصل (تفيض دمعًا) نحو قولنا: "تفقّأ زيدٌ شحمًا" فهو من المنتصب عن تمام الكلام، وقد ردّ ذلك السمين؛ لأن التمييز المنقول عن الفاعلية يمتنع دخول "مِنَ" عليه، وإن كانت مقدّرة معه، فلا يجوز أن نقول "تفقّأ زيدٌ من شحم".

وقد ذكر السمين أن أبا القاسم الزمخشري في سورة "براءة الآية 92" جعله تمييزًا في قوله تعالى: {تَوَلَّوا وَّأَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} و"مِنَ" للبيان (?).

4 - أن "مِنَ" بمعنى الباء، أي: تفيض متلبسة بالدمع، وهو رأي ضعيف.

* وجملة: "إِذَا سَمِعُوا. . . تَرَى" الشرطية فيها وجهان (?):

1 - في محل رفع معطوفة على خبر "أَنَّ"، وهو "لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، فصار الكلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015