وموصوفها كقوله تعالى (?): {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} فـ "عَظِيمٌ" صفة لـ "قَسَمٌ"، وقد فصل بينهما بقوله: "لَوْ تَعْلَمُونَ"، فكذلك فصل هنا بين قوله: "بِقَوْمٍ" وبين صفتهم وهي "أَذِلَّةٍ - أَعِزَّةٍ" بقوله: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"، فعلى هذا لا يكون لها محل من الإعراب".

وذكر هذا السمين ردًا على شيخه أبي حيان الذي استدل بالآية على بطلان قول من ذهب إلى أن الوصف إذا كان بالاسم وبالفعل لا يتقدَّم الوصف بالفعل على الوصف بالاسم.

أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ:

أَذِلَّةٍ: صفة ثانية لـ "قَوْمٍ". عَلَى الْمُؤْمِنِينَ: جارّ ومجرور. والجارّ متعلّق بـ "أَذِلَّةٍ".

وعُدِّي (?) "أَذِلَّةٍ" بعلى وإن كان أصله أن يتعدَّى باللام. لما ضُمِّن معنى الحنو والعطف. والمعنى: عاطفين على المؤمنين على وجه التذلل لهم والتواضع لهم.

وأجازوا أن يكون المعنى أنهم مع شرفهم وعُلُوِّ طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم.

أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ:

هذه صفة ثالثة، والإعراب كإعراب "أَذِلَّةٍ. . . ".

يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ:

يُجَاهِدُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: في محل رفع فاعل. فِي سَبِيلِ: جارّ ومجرور. وهو متعلِّق بـ "يجاهد". اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.

والجملة فيها ثلاثة أوجه (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015