قال أبو حيان: "وهذا ليس بجيد؛ لأنّ "عن" حرف ناقص لا يصلح أن يكون حالًا من الجثة، كما لا يصلح أن يكون خبرًا، وإذا كان ناقصًا فإنه يتعدَّى بكون مقيّد لا بكون مطلق، والكون المقيَّد لا يجوز حذفه".
2 - عن: على بابها من المجاوزة، وضُمِّن "تَتَّبِعْ" معنى تنحرف أو تنصرف؛ فلذلك عُدٍّي بـ "عن"، أي: لا تنحرف أو تتزحزح عما جاءك. . .، وعلى هذا يتعلَّق بالفعل "تَتَّبِعْ".
وقال الهمداني: "ولا يجوز أن يكون متعلِّقًا بقوله: ولا تتبع "كما زعم بعضهم؛ لأن الاتباع لا يتعدّى بـ "عَن"".
جَاءَكَ: فعل ماض. والكاف: في محل نصب مفعول به. والفاعل: ضمير يعود على "مَا"، تقديره "هو". مِنَ الْحَقِّ: جارّ ومجرور. وفي تعلُّق الجارّ ما يلي (?):
1 - بمحذوف حال من الضمير المرفوع في "جَاءَكَ" أي: من فاعله.
2 - بمحذوف حال من "مَا" الاسم الموصول. وتكون "مِنَ" للبيان.
* والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا:
لِكُلٍّ (?): جارّ ومجرور في محل نصب مفعول به أول مقدَّم، فهو متعلِّق بـ "جَعَل". وكُلٍّ: مضاف إلى محذوف، أي: لكل أمةٍ، أو لكل نبيٍّ. والتنوين عوض عن المحذوف.
جَعَلْنَا (?): بمعنى صَيَّرنا، ينصب مفعولين، وهو فعل وفاعل. مِنْكُمْ: جارٌّ ومجرور متعلِّق بمحذوف، أي (?)؛ أعني منكم. وأجاز الهمداني جعله صفة لـ "كُلٍّ" ومنع منه السمين والعكبري. شِرْعَةً: مفعول ثان منصوب. وَمِنْهَاجًا: معطوف على "شِرْعَةً" منصوب مثله.