كان في "قَلِيلًا" أنه نعت مصدر محذوف: "إيمانًا قليلًا" وأنه نعت زمن مقدَّر: أي: زمنًا قليلًا. ونصب على الاستثناء.
والوجهان الأولان جائزان هنا في هذا الوضع، وأما النَّصْب على الاستثناء فغير جائز.
قال السمين فيه (?): "ولا يجوز أن يكون منصوبًا على الاستثناء من فاعل "يُؤْمِنُونَ"، أي: "إلَّا قليلًا منهم فإنهم لا يؤمنون"؛ لأن الضمير في "لَا يُؤْمِنُونَ" عائد على المطبوع على قلوبهم. ومن طَبَع اللَّه على قلبه بالكفر فلا يقع منه الإيمان".
ولم يذكر مثل هذا شيخه أبو حيان بل قال (?): "تقدَّم تفسير هذه الجملة فأغنى عن إعادته".
وقيل (?): "ويمكن الجواب عنه [أي: عن قول السمين وغيره] بجعل الاستثناء من الهاء في "عليها"؛ لا من الواو. تأمل".
* وجملة "لَا يُؤْمِنُونَ" معطوفة على الجملة المستأنفة قبلها.
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)}
وَبِكُفْرِهِمْ: الواو: حرف عطف. الباء: حرف جَرّ. كُفْر: اسم مجرور بالباء، والهاء: في محل جَرّ بالإضافة.
وفي هذا العطف وجهان (?):
1 - أحدهما أنه معطوف على "مَا" في قوله: "فبَمَا نَقْضِهِم" فيكون متعلِّقًا بما تعلَّق به الأول.