{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}

هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: تقدّم بَسْطُ القول على مثل هذه الآية في سورة آل عمران الآية/ 66 "هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ" فارجع إلى ذلك الموضع ففيه التفصيل. كما تقدّم بيان شبيه بهذا في الآية/ 85 من سورة البقرة في الجزء الأول وهي: "ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ".

فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:

فَمَنْ: الفاء: حرف عطف أو هي الفصيحة، مَن: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. يُجَادِلُ: فعل مضارع، والفاعل: ضمير يعود على "مَنْ". اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به. عَنْهُمْ: جار ومجرور متعلقان بـ "يُجَادِلُ". يَوْمَ: ظرف منصوب متعلق بـ "يُجَادِلُ"، أو بمحذوف حال من الضمير في "عَنْهُمْ". الْقِيَامَةِ: مضاف إليه مجرور.

* جملة "مَنْ يُجَادِلُ" معطوفة على "هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ" فهي مثلها استئنافيَّة. وإذا قدّرت شرطًا محذوفًا فهي جواب له، أي: إذا كان الأمر كذلك في الحياة الآخرة فمن يجادل عنهم.

* وجملة "يُجَادِلُ" في محل رفع خبر المبتدأ "مَنْ".

أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا: أَم: منقطعة بمعنى "بل"؛ والهمزة، فهي حرف إضراب.

وذهب مكي إلى أنها عاطفة (?). قال: "مَن: ابتداء، يجادل: الخبر، و"أَم مَن يَكُونُ" مثلها عطف عليها".

وتعقبه السمين فقال (?): "وهو محل نظر، لأن في المنقطعة خلافًا؛ هل تسمى عاطفة أم لا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015