1 - منصوب على أنَّه صفة لمصدر محذوف، أي: إلَّا إيمانًا قليلًا، وإنما قَلّ لأنهم لا يدومون عليه، أو لأنهم آمنوا بالتوحيد وكفروا بمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وشريعته. واكتفى مكي بهذا الوجه من الإعراب، ومثل هذا عند العكبري، وهو الوجه عندنا.
2 - أنه منصوب على الاستثناء من ضمير النصب في "لَعَنَهُمُ"، أي: لعنهم اللَّه إلَّا قليلًا منهم، فإنهم آمنوا فلم يلعنهم.
3 - أنه منصوب على الاستثناء من الضمير "الواو" في "فَلَا يُؤْمِنُونَ"، والمراد بالقليل عبد اللَّه بن سلام وأمثاله.
ورَدَّ هذين الوجهين مكي فقال: "ولو كان نصبًا على الاستثناء لكان الوجه الرفع "قليل" على البدل من المضمر في "يُؤْمِنُونَ"، فإن جعلته مستثنى من "لَعَنَهُمُ" لَمْ يَحْسُن، لأن من كفر ملعون لا يستثنى منهم أحد".
4 - وذكر ابن عطية أنك إذا قدّرت الكلام: نفرًا قليلًا فهو نصب في موضع الحال.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ: تقدّم إعرابه مفصلًا في الآية/ 104 من سورة البقرة في الجزء الأول. أُوتُوا الْكِتَابَ: أُوتُوا: فعل ماض مبنيّ للمفعول مبنيّ على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، وأصله: أوتيوا. والواو: نائب عن الفاعل في محل
رفع، وهو المفعول الأول في الأصل. الْكِتَابَ: مفعول به ثانٍ منصوب.
* وجملة "أُوتُوا الْكِتَابَ" صلة الموصول لا محل لها.
آمِنُوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والواو: فاعل. بِمَا: الباء: حرف جرّ، مَا: اسم موصول مبنيّ على السكون في محل جَرّ بالباء. والجار والمجرور متعلقان