مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ: مثل ما تقدم في الآية السابقة.

غَيْرَ: حال وفيها ما يأتي (?):

1 - حال من الفاعل في "يُوصَى" وهو ضمير يعود على الرجل في قوله: "وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ"، إن أريد بالرجل الموروث، وإن أريد به الوارث فيعود على الميت الموروث المدلول عليه بالوارث من طريق الالتزام كما دلَّ عليه في قوله: "فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ"، أي: تركه الموروث، فصار التقدير: يُوْصَى بها الموروث. وعلى هذا نصّ السمين في دره، والزمخشري في كشافه، وأبو البقاء في تبيانه، وغيرهم.

2 - منصوب بفعل يدل عليه ما قبله من المعنى؛ ويكون عامًا لمعنى ما يتسلط على المال بالوصية أو الدين، وتقديره: يلزم ذلك مالَه أو يوجبه فيه غير مُضار بورثته بذلك الإلزام أو الإيجاب.

3 - منصوب بفعل مبني للفاعل لدلالة المبني للمفعول عليه، أي: يوصي غير مضار، فيصير نظير قوله: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ} (?) على قراءة من فتح الباء: "يُسَبِّحُ".

وعلى الوجهين الثاني والثالث نَصُّ أبي حيان في البحر، وردّ الوجه الأول؛ لأنه يؤدي إلى الفصل بين هذه الحال وعاملها بأجنبي منهما (?).

مُضَارٍّ: مضاف إليه مجرور. ومفعوله محذوف. أي: غير مضار ورثته. وَصِيَّةً: فيها ما يأتي (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015