الأجنبيات، أي: اللاتي لسن تحت ولايتكم، وعلى هذا يحتاج إلى تقدير مضاف، أي: في نكاح يتامى النساء.
فإن قيل: "فَوَاحِدَةً" جواب لقوله: "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا" فكيف يكون جوابًا للأول؟ أُجيب عن ذلك بأنه أعاد الشرط الثاني؛ لأنه كالأول في المعنى، لمّا طال الفصل بين الأول وجوابه.
أَلَّا: أَنْ: مصدرية وناصبة، لَا: نافية. تُقْسِطُوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون، والواو: في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أَلَّا تُقْسِطُوا" إن قدّرنا أنه على حذف حرف جر، أي: من (أَنْ لا. . .) ففيه الخلاف المشهور: أهو في محل نصب أو جر، وإن لم نقدّر ذلك بل وصل الفعل إليه بنفسه، كأننا قلنا: (فإنْ حذرتم) فهو في محل نصب فقط. فِي الْيَتَامَى: جار ومجرور متعلّقان بـ "تُقْسِطُوا"، وفيه حذف مضاف، أي: في نكاح اليتامى. فَانْكِحُوا: الفاء: رابطة لجواب الشرط. انْكِحُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: في محل رفع فاعل. مَا: فيها ما يأتي (?):
1 - بمعنى "الذي"، وذلك عند من يرى أنّ "مَا" تكون للعاقل.
2 - نكرة موصوفة، أي: انكحوا جنسًا طيبًا، أو عودًا طيبًا.
3 - مصدرية؛ وذلك المصدر واقع موقع اسم الفاعل تقديره: فانكحوا الطيب. وهذا للفراء.
قال أبو حيان: "والمصدر مقدّر هنا باسم الفاعل، والمعنى: فَانْكِحُوا النكاح الذي طاب لكم".
وعلى الوجه الأول والثاني تكون في محل نصب مفعولًا به بـ "انْكِحُوا"،