فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُمَيْرٍ ... فلا كَعْبًا بَلَغْتَ ولا كِلابا (?)
بضم الضّاد وفتحها وكسرها على ما ذكر، وإن كانت مفتوحة نحو: عضّ، أو مكسورة نحو: فِرَّ، كان في اللام وجهان: الفتح والكسر؛ إذ لا وجه للضم، لكن لك في نحو: "فِرَّ" أن تقول: الكسر من وجهين: إمّا الإتباع وإمّا التقاء الساكنين، وكذلك لك في الفتح نحو: "عَضَّ" وجهان أيضًا: إمّا الإتباع وإما التخفيف، هذا كلّه إذا لم يتصلى بالفعل ضمير غائب، فأمّا إذا اتصل به ضمير غائب نحو: "رُدُّه" ففيه تفصيل ولغات يكثر القول فيها ولا يتسع المجال هنا لها.
{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ: وَإِذْ: الواو: استئنافيَّة، أو عاطفة على مقدّم. إِذْ (?):
1 - اسم مبني في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: "واذكر إذ غدوت".
2 - وأجاز ابن الأنباري تعليقه بـ "تبوّئ"،
3 - أو ظرف متعلق بفعل محذوف تقديره "واذكر"، وردّ السمين الظرفية، وجوّز بعضهم أن يكون "وَإِذْ غَدَوْتَ" معطوفًا على "فِئَتَيْنِ" في قوله: "قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ" (?)، أي: قد كان لكم آية في فئتين.
وفي "إِذْ غَدَوْتَ": غَدَوْتَ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. مِن أَهْلِكَ: جار ومجرور متعلقان بـ "غَدَوْتَ". ومِنْ (?):
1 - إما لابتداء الغاية، أي: من بين أهلك.