ما، وحيثُ ما (?)، وكيفَ ما، و"أَيًّا مَا تَدْعُوْا" (?) كانت جزاءً، ولم تكن استفهامًا، فإذا لم توصل بـ "ما" كان الأغلب عليها الاستفهام، وجاز فيها الجزاء، فإذا كانت جزاءً جزمت الفعلين: الفعل الذي مع (أينما وأخواتها)، وجوابه، كقوله: "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ"، فإن أدخلت الفاء في الجواب رفعت الجواب؛ فقلت في مثله من الكلام: أينما تكن فآتيك. كذلك قول اللَّه -تبارك وتعالى- "وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ".
فإذا كانت استفهامًا رفعتَ الفعلَ الذي يلي: أين وكيف، ثم تجزمُ الفعل الثاني؛ ليكون جوابًا للاستفهام، بمعنى الجزاء؛ كما قال تبارك وتعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (?) ثم أجاب الاستفهام بالجزم؛ فقال -تبارك وتعالى-: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (?).
فإذا أدخلت في جواب الاستفهام فاءً نصبت كما قال اللَّه -تبارك وتعالى- {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} (?) فنصب. . .".
* * *
{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)}
لَيْسُوا سَوَاءً: لَيْسُوا: ليس: فعل ماض ناقص جامد مبني على الضم لاتصاله بواو الضمير، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع اسمها، يعود على أهل الكتاب